الملكية الأدبية | أهم الحقوق الادبية 

انطلاقًا من كَونْ المعلومات هي الركيزة الأساسية لتقدم الأمم على مُختلف الأصعدة، جاءت حقوق الملكية الأدبية لحماية ثمار الفكر الإنساني وتحويلها إلى رصيد معرفي تستقي منه البشرية وتُخلد فيه أسماء الأدباء والمُفكرين وتُحفظ حقوقهم الأدبية والمادية، وفيما يلي سنتناول مفهوم ونطاق الملكية الادبية وكافة الحقوق المتعلقة بها في التشريع السعودي.   

الملكية الأدبية

انقسمت الملكية الفكرية إلى شِطرين؛ أولهما الملكية الأدبية والفنية، والشطر الثاني يخص الملكية الصناعية والتجارية، قد يكون المضمون واحدًا وهو حماية الحقوق لأصحابها وتمييزهم، ولكن ثمة خلاف في خصائص الحماية والحقوق المُخولة لها.

أمام حق المؤلف في الاحتفاظ بنسب مصنفاته وحق القارئ والباحث في الوصول الحر للمعلومة نشأ ما يُسمى بالملكية الأدبية والفنية، لوصف وتقنين حقوق المؤلفين والمبدعين وحماية الثروة الفكرية، إذن فـ ما هي الملكية الأدبية ؟ 

الملكية الأدبية والفنية تعني نظام الحماية المُخصص للمُصنفات في حقل الآداب والفنون، لحماية المواد المكتوبة مثل الكتب وقواعد البيانات ومصنفات الترجمة والتلخيص وغيرها، والمواد الشفهية مثل المحاضرات، وكافة المصنفات الفنية والموسيقية، وتتضمن الملكية الأدبية حقوق المؤلف، والحقوق المجاورة لحق المؤلف.

  • حق المؤلف: يُقصد به حماية إنتاج الفكر البشري في المجال الأدبي والفني والعلمي أيًا كانت طريقة التعبير عنه، مثل المحررات الكتابية من كتب وكتيبات وقصص ومُختارات أدبية، والمصنفات السينمائية والفوتوغرافية، والمؤلفات الموسيقية، ومصنفات الفنون التطبيقية، والمصنفات المعلوماتية والتقنية أيضًا مثل برامج الحاسوب وقواعد البيانات الإلكترونية، وغيرها.  
  • الحقوق المجاورة لحق المؤلف، تتناول حقوق الوسطاء في عملية نقل المصنفات إلى الجمهور، وتستند أصلًا إلى المصنفات المحمية بحقوق المؤلف، مثل أعمال الترجمة، أو النشر والتوزيع أو تأدية الأعمال الروائية مسرحيًا أو سينمائيًا. 

الفرق بين حق المؤلف والحقوق المجاورة لحق المؤلف

تتشابه حقوق المؤلف والحقوق المجاورة لها في العديد من الخصائص، وذلك للاتصال الوثيق بينهما، ولكنهما يختلفان في النطاق.

على سبيل المثال: إذا قام أحد الأدباء بكتابة رواية معينة، يمكنه حماية نص هذه الرواية بواسطة حقوق المؤلف، وعندما يرغب في طباعة ونشر هذه الرواية فإنه بالطبع يتجه إلى أحد دور النشر فهنا تحصل الدار على أحد الحقوق المجاورة لحق المؤلف وهو حق النشر والتوزيع، وإذا ما لاقت رواجًا واسعًا وطلب أحد المنتجين تحويلها إلى عمل سينمائي فإنه يحصل أيضًا على حماية للعمل السينمائي وهكذا.

ولطالما كان الارتباط وثيقًا بين قسمي الحماية الأدبية، سنتحدث فيما يلي عن حقوق الملكية الأدبية بوجه عام، باعتبارها تنطبق على حق المؤلف والحقوق المجاورة له.

قضايا الملكية الفكرية في السعودية

أهمية وخصائص الملكية الأدبية والفنية

تُشكِل الملكية الفكرية أهمية عظمى في الاقتصاد بوجه عام، حيث تُصدِر الأمم علومها وتقنياتها كما تصدر مورادها الطبيعية والبشرية، ومن ناحية أخرى يتمثل الغرض الأساسي من حماية حقوق الملكية الادبية في أمرين:

  • مكافأة المؤلفين والمبدعين بمنحهم احتكارًا محدودًا لاستخدام إبداعاتهم، والاعتراف بهم بصفتهم مبدعين 
  • تشجيع الإبداع والابتكار وإثراء المخزون الفكري والثقافي العام، لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية

علمًا بأن الحقوق الأدبية تقتصر على أوجه التعبير فقط، وليس الأفكار أو المعلومات المُجردة مثل المفاهيم والقوانين الرياضية أو الحقائق العلمية، على سبيل المثال، إذا حصلت بعض الأعمال الروائية على حق المؤلف، فيعني ذلك حماية النص والعناوين أو الجمل القصيرة المميزة أو الشعارات فقط، أما عن فكرة ومغزى الرواية في حد ذاته فيمكن للجميع التعبير عنه بطريقة أخرى. 

حقوق الملكية الأدبية والفنية

ولعل أهم ما يميز حقوق الملكية الأدبية أن استخدامها استئثاري يقتصر على المالك فقط، وتغطي نوعين من الحقوق؛ المعنوية والمادية.

أولًا الحقوق المعنوية:  

ترتبط الحقوق الأدبية أو المعنوية بشخصية المؤلف، وتختص بالاعتراف بالمؤلفين والمبتكرين رسميًا ونشر أفكارهم وإنجازاتهم، علمًا بأن هذه الحقوق أبدية ولا تسقط بالتقادم، وتتضمن الحقوق المعنوية حق الأبوة، أو كما يُشار إليه بـ حق الإسناد، والحق باحترام المصنف. 

حق الأبوة يعني حق المطالبة بنسبة المُصنف إلى المؤلف فقط، والاعتراف بأبوته لهذا المصنف، ويتضمن حق الأبوة الصلاحيات التالية: 

  •  أن يستخدم المؤلف اسمه أو يُبقي الاسم مجهولًا أو يستعمل اسم مستعار 
  • وضع اسمه على جميع النسخ، أو المقتبسات في حدود المعقول 
  • أن يجري أي تغيير أو تعديل يراه مناسبًا على المُصنف  

أما عن حق احترام المُصنف أو ما يُعرف بـ حق السلامة فيختص بمضمونه، وقيمته الثقافية، حيث يعطي للمؤلف الحق في الاعتراض على: 

  • أي تحريف أو تغيير يُجرى على المصنف دون علمه 
  • استعمال المصنف بطريقة تسئ لسمعة المؤلف وشهرته
  • الاعتراض على أي تشويه لمضمون المصنف يحط من قيمته الثقافية أو المعلوماتية أو الفنية. 

ثانيًا الحقوق المادية: 

تنظم فئة الحقوق المادية التعاملات التي تُمكِن المالك من جني العائدات المالية من استخدام الغير لمصنفاته، وتنبع من الحق الاستئثاري للمؤلف، وتتيح له إمكانية استغلال المصنف من خلال: 

  • النشر أو إعادة النشر أو الاستنساخ 
  • ترجمة المُصنف للغة أخرى أو أكثر ونشره في أي دولة أخرى 
  • تحويل المصنف لصيغة أخرى وإعادة نشره 
  • عرض أو أداء محتوى المصنف أمام الجمهور 
  • الترخيص لشخص آخر باستخدام المصنف في إطار شروط معينة 

 تفاصيل حول التحكيم في منازعات الملكية الفكرية

أفضل محامي علامات تجارية

قانون حماية الملكية الأدبية والفنية

أمام هذا الانفتاح الرقمي والتكنولوجي الذي نشهده الآن بات من السهل التعدي على الإنتاج الفكري والذهني للمبدعين والمؤلفين، لذا كان من الضروري وجود تشريع قانوني لحقوق الملكية الادبية والفكرية، لذلك اعتمد المُشرِع السعودي قانون حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة لحق المؤلف، لتنظيم كافة تعاملات الملكية الأدبيه والفنية والعلاقات التعاقدية، ويمكنك الاطلاع على نص قانون حماية حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة لحق المؤلف للمزيد من التفاصيل. 

ومسايرةً للتحديثات الدولية الرامية لحماية الملكية الفكرية تم إنشاء الهيئة السعودية للملكية الفكرية لتعزيز المفاهيم العامة لحقوق الملكية الفكرية، وتلقي وفحص طلبات حماية الملكية الأدبية والفنية والصناعية أيضًا، إلى جانب مساعدة الجهات القضائية في تقارير الفصل في منازعات الملكية الفكرية على اختلاف أقسامها. 

ما هي الملكية الفكرية ؟ 

تحدثنا فيما سبق عن الملكية الأدبية والتي تُعد فرعًا من فروع الشجرة الأم وهي الملكية الفكرية، التي تعتبر ثمرة القريحة الإنسانية والعقل البشري في شتى المجالات، وتتضمن الملكية الفكرية فرع معلوماتي وتم تسميته بالملكية الأدبية والفنية، وفرع تِقني ويهدف إلى تحويل المعلومة إلى ابتكار، والابتكار إلى سلعة أو طريقة تساهم في إنتاج وتطوير السلع وأُطلق عليه الملكية الصناعية. 

كما تطورت مع الوقت وفي خِضم التطور التكنولوجي فروع أخرى للملكية الفكرية مثل حماية العلامات التجارية، التي تقتضي التمييز بين الشركات، وغيرها من التطورات التي كانت ولا تزال سارية على مصطلحات الملكية الفكرية السائدة لمواكبة كل ما يتعلق بالحماية القانونية للحقوق الصناعية والأدبية والتجارية. 

ما الفرق بين الملكية الأدبية والملكية الصناعية ؟

فرضت الطبيعة التقنية لكل حق من حقوق الملكية الفكرية أن يتم الفصل بينهما، لتتميز حقوق الملكية الصناعية بصلتها بالنشاط الصناعي والاقتصادي، بينما تقتصر الحقوق الأدبية والفنية على الأشكال التعبيرية التي تتميز بالإبداع والأصالة، وتتضمن الملكية الصناعية: 

  • براءات الاختراع 
  • العلامات والرسوم والنماذج الصناعية 
  • الأصناف النباتية الجديدة 
  • التصميم الشكلية للدوائر المتكاملة 

ولأن مجالات الملكية الفكرية واسعة، وكلما تطورت التكنولوجيا تزداد القوانين تعقيدًا، فقد أصبح التعامل مع متطلبات تسجيل حقوق الملكية أيًا ما كانت بحاجة إلى خبرة واسعة ودراية تامة بقوانين وحقوق الملكية الفكرية والأدبية. 

شركة بيانات لحماية الملكية الأدبية والفكرية

لقد أصبحت حماية حقوق الملكية الأدبية والفكرية بوجه عام أمرًا بالغ الأهمية لحماية حق كل فرد في الانتفاع بمجهوداته، لذا توفر شركة بيانات كافة خدمات حماية الملكية الفكرية باحترافية عالية، خاصة وأننا نعمل في هذا المجال منذ أكثر من خمسين عامًا وقد تجاوز عدد عملائنا 7000 عميل من مختلف دول العالم. 

يمكن لفريق العمل المختص بقسم الملكية الفكرية إدارة كافة أصول الملكية، بداية من صياغة الطلب وتسجيله في الهيئة المختصة، والحصول على وثيقة الحماية، بالإضافة إلى متابعة تعاقدات التعاون المختلفة لاستثمار مصنفاتك أو مبتكراتك الصناعية، وتحقيق أفضل عائد مادي منها مع الحفاظ على هوية المصنف وقيمته الثقافية والمعلوماتية. 

كما نتولى أيضًا حل منازعات الملكية الأدبية بكافة أشكالها، وتحديد أساليب إدارة الملكية الصحيحة لتفادي مخاطر النزاع أو انتهاك الحقوق مرة أخرى، ومن جانبنا ندعم عملاءنا على المدى البعيد من خلال خدمات التدريب والاستشارات المتعلقة بالملكية الفكرية أو القضايا التجارية، تواصل معنا الآن وتعرف على المزيد من خدماتنا وحلول الأعمال النموذجية التي نوفرها لك. 

شارك هذا المنشور!